Sunday, January 29, 2012

الجزائر بين الإسلاميين المعتدلين و السياسة !!


كان لي لقاء جمعني و مجموعة من المثقفين حول موضوع كثيرا ما أغراني الحديث عنه و هو: هل الإسلاميون المعتدلون يتماشون و مبادىء الديمقراطية؟؟ كان اللقاء مشوقا جدا لكن حبذا لوكان معنا حاضرين من كل التيارات.
 قبل الإجابة عن هذا السؤال و في طريقي إلى مكان القاء,تبادر إلى ذهني الكثير من الأسئلة و التي لها علاقة مباشرة بالإجابة و أولها, هل هناك إسلاميون معتدلون و إسلاميون غير معتدلون؟؟ 
و هل وصول هؤلاء المعتدلين إلى سدة الحكم يعطيهم الحق في فرض معتقداتهم على المحكومين؟؟ 
بالرجوع قليلا إلى الوراء و بالإعتماد على التجربة المريرة التي مرت بها الجزائر في العشرية السوداء و التي تم خلالها في اعتقادي خلط رهيب بين الدين و السياسة, و فشل السياسة, مما أدى إلى إعطاء نظرة مأساوية عن الدين. فمن هذه الخلفية كان معظم المشاركين في النقاش من دعاة فصل الدين عن الدولة و دليلهم أن الدولة لا يجب أن تتدخل في اعتقادات الأشخاص. أما أنا وفي مداخلتي كنت من المدافعين عن الدولة المدنية ذات المرجعية الدينية و السبب بكل بساطة لأن النسبة الساحقة من الجزائريين مسلمين, و هذه حقيقة لايجب التغاضي عنها, ففي فرنسا مثلا و التي تمثل اللائكية أعلى سلطة في البلاد و حتى فوق الدستور. لايحق لأي حزب مهما كانت مرجعيته المساس بلائكية الدولة, اقترحت أن تكون مرجعيتنا الإسلام لكن مع ترك الحقوق المدنية للشعب مثل الإنتخاب و اللباس و غيرهما.
 أكيد أن التجربة الجزائرية غيرت نظرة الكثيرين إلى الحكم الإسلامي لكني أرى أن الربيع العربي سيكون خير دليل على ذلك و لاننسى أيضا أن الدولة الإسلامية كانت في أعز ازدهارها بحكم إسلامي.
و في الأخير أؤكد أني لاأقصد بمقالي هذا أبوجرة سلطاني و أزلامه و لاغيره من الأحزاب السياسية الجزائرية الإسلامية التي أراها فاشلة و لاتتخذ من الدين إلاذريعة لتحقيق مصالحها الشخصية.

3 comments:

  1. السلام عليكم

    أظن أن هناك مشكلة أساسية في التفريق بين الفكر السياسي و النهج الإصلاحي المتبع من جهة و الإنتماء للدين و الإلتزام بإحكام الشرع من جهة أخرى,

      هذا الخلط في الثقافة و الفهم عند عموم الناس و حتى كثير من من "المثقفين" يجعلنا بين تطرفين : العلمانية أو الجمودية

    ReplyDelete
  2. أكيد و هذا لأن جل من استخدموا الدين في السياسة. كان لأغراض شخصية لا صلة لها بالدين و لابالسياسة.
    أفهم من قولك أنك من دعاة الفصل بين الإثنين؟؟

    ReplyDelete
  3. لا :)
    ما أقصده أن على الإسلاميين أن يتوقفوا عن الإيحاء أن آراءهم السياسية و نهجهم في الإصلاح هو الدين، فإن أخطؤوا أو انتكسوا (كما حدث) نسب ذلك إلى الدين و أتهم أنه قاصر و لا يصلح لمجتمعاتنا

    لا يكفي أن يكون الهدف نبيلا، لا بد من الفقه و الفهم

    ReplyDelete